لايكفي المرء عُمراً ...

لا يكفي المرء عمرًا فوق عمره لينسى ذكرى عالقةً في دمه، وكلما ظن أنه تعافى وكل ما هو عالقٌ في ذاكرته اختفى وتلاشى كلما أدرك أنه كفراشةٍ علقت في شباك عنكبوت وانتهى الأمر..

فبينما أنت تمضي ليالٍ وشهورًا وأعوامًا تقطع أميالًا للتعافي من شيءٍ عالق بك، تأتي تفصيلة صغيرة عابرة تطيح بك وترديك أرضًا وتهدم كل ما بنيت في لمح البصر، اغنية قادرة على بَتْرِكَ بالكامل

كاذبٌ قانون كل شيءٍ قابلٌ للنسيان،نتداعى أننا تعافينا، ونحن ما إن مرت بخاطرنا رائحة ذكرى؛ تساقط الدمع منَّا كغيمةٍ هزَّتها الريحُ فأمطرت كل ما اختزنته طويلًا..

نحن لا ننسى، بل نتداوى بالتناسي، وللحق؛ لا ينسى المرءُ شيئًا لامسهُ بصدقٍ وإن عَمَّرَ في الأرض سنينًا لا تُحصى ولا حصر لها..