فلسطين في قلوبنا
فلسطين في قلوبنا لا تنسوها من دعائكم

عيوني طلبك / اللهم آمين يارب العالمين 🤲

شارع ❤️
المنتديات/شارع ❤️

شارع ❤️

على ضفاف الشارع الطويل المؤدي إلى قرية الكته ، يشمسّ أهل المخيم أحزانهم المعتقة حتى لا تفوح رائحتها من فرط الرطوبة ؛ عجائز مستسلمون، يتسلقون الشارع بتؤدة مفرطة ، أطفال شعثٌ بملابس رثة ، يحملون كرات وطائرات ورقية تحمل ألوان العلم الفلسطينيّ ، مراهقون خارجون من قبو موسم قطف الزيتون بملابسٍ جديدة ، يحلمون بالحب ، شُبان عاطلون عن الحياة ، يلعنون الزمن ، وبطاقة الإقامة المؤقتة .
على الجبل المستلقي ، منذ الأزل ، على يمين الشارع ، يجلس الناس في وجه الشمس الدافئة ، جماعات وفرادى ، والشارع المعبد ، في مرمى عيون قاطني الجبل ، مسرحٌ لحكايا لا تنتهي ، مشاهدٌ سريالية ، أحزان بالجملة لا يسبر لها غور ، تُسفك على الشارع الطويل .
في أول الجبل ، مقابل مؤسسة خيرية مهجورة ، تشرح سعاد التي تعاني من السمنة المفرطة ، بنهمٍ شديد ، لرفيقاتها عن فوائد الخبز الأسمر وشرب الماء مع الليمون صباحاً . تتجه عيون النسوة ، فجأة ، إلى الشارع نحو سيدة ترتدي بنطالاً غير خادشٍ ، يَعجنّ سريعاً حديثاً أسوداً ، يخمرنه ويخبزنه نواياً سيئة .

على عكس تيار الشارع ، باتجاه المخيم ، يجر حامد الذي يبلغ من العمر خمسة عشر ربيعاً جثة شجرة صنوبر ما زالت في ريعان شبابها ، كان قد عكف على جز رقبتها ساعاتٍ طويلة ، عشاءً لمدفأة " البواري " . يمسك الشجرة بيد ، وطرف بنطاله باليد الأخرى ، ويصرخ ، بحماس شديد ، في وجه التعليقات القادمة من الجبل : " ملعون عرضها ، نشفت ريقي " .

من بعيد ، تبزغ شمسُ عادل ، بملامحه المعتادة ، وصرامة حزنه ، ورأسه المعقوف للأسفل كوردة ذابلة ، ومشيته السريعة وكأنه في مهمه مستعجلة . يعاني عادل الذي لم يفلح أحد ، عبر كل تلك السنوات ، على كسر جدار صمته ، من مرض الاكتئاب المزمن بعد أن مات والده بحادث سير على الطريق الصحراوي ، رغم ما يشاع عن أنه ملبوس بجنية قد عقدت قرانها عليه قبل عشر سنوات .

إمرأة تبحث عن طفلها الوحيد ، وعقلها لا يفتأ ينتج أفكاراً سلبية عن القتل والخطف وتجارة الأعضاء . أبٌ يحاول أن يرسل طائرة ابنه الورقة ، عبر الريح ، إلى السماء دون جدوى .. الطائرة مثقوبة . فدائيٌ متقاعد يسبح الله كلما ضرب الأرض بعكازه .

عند الغروب ، في جموع الناس العائدة إلى نمطية أحزانهم وأمراضهم وأحلامهم وغربتهم ، عدت مسرعاً إلى البيت ، مثقلاً بأحزان الناس ، تجتاحني رغبة شديدة في البكاء ، ولساني لا يفتأ يردد :
زملوني .. زملوني .. زملوني

تنبية الادارة (0)
بواسطة / غير موجود
مشاهدات 25
في 2023-02-27 23:13:44



عيوني طلبك سلمت ✋🌷

في 2023-02-28 02:52:00


الصفحة الرئيسية

  حقوق التصميم والنشر 2024©