فلسطين في قلوبنا
فلسطين في قلوبنا لا تنسوها من دعائكم

yaser / اخي كيف ابلغك ورقم جوالك ما معي

ماهي ؟؟؟
المنتديات/ماهي ؟؟؟

ماهي ؟؟؟

ما هي ملة إبراهيم؟

الكثير منا يسمع تعبير "ملة إبراهيم" في كتاب الله، ولكن البعض قد لا يعرف كيف وصفها القرآن الكريم في محكم آياته أو لماذا أمر اللهُ سبحانه وتعال نبيَه الكريم محمد عليه الصلاة والسلام أن "يتبعها" فقال له بالحرف الواحد " ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا" سورة النحل (الآية 123)
ولذا فلنا هنا وقفة أمام ملة إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء ..

فملة إبراهيم كما ذكرها القرآن الكريم هي ملة العقل والوصول إلى الله من خلال الفكر.
فنرى في قصة إبراهيم، على سبيل المثال لا الحصر، أنه وصل إلى الله بفكره وباستخدام العقل ـ حتى وإن أضله في وقت من الأوقات- ، فعبد كوكبا في مرحلة ما، ثم عبد القمر، ثم عبد الشمس، ثم وصل بعد ذلك لحقيقة الإله الواحد، أي أن إبراهيم مر بمراحل من الشك قبل أن يصل إلى الإيمان. فكما جاء في القرآن في سورة الأنعام (الآية 76-79 ) لوصف لحظات الشك قبل الوصول إلى الحقيقة في عقل إبراهيم عليه السلام:
"فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ - فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ - فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ"

وملة إبراهيم هي ملة التأمل في ملكوت السماوات والأرض.
"وَكَذَٰلِكَ نُرِىٓ إِبْرَٰهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ" (سورة الأنعآم الآية 75).

فأنا في هذه اللحظات اكاد أتخيل إبراهيم عليه السلام، وهو يتأمل في جمال أجنحة الفراشات، وفي روعة ريش الطواويس، وفي جمال قواقع البحار، وفي عظمة خلق الكون، وأجرامه، وفي رقة ألورود والرياحين....فكلها من ملكوت السموات والأرض!

وملة إبراهيم هي ملة الرد على الإسائة بالإحسان.
فنراه - أي نرى خليل الرحمن إبراهيم - يرد على من يريد الاعتداء عليه ورجمه، وكان أبوه، بقوله المشهود "سلام عليك سأستغفر لك ربي": (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا" سورة مريم ( الآية 46 - 47).

وملة إبراهيم هي ملة المناقشة بالحجة والبرهان، لا بالغلظة والإكراه. فقد كان العقل والمنطق ـ لا النقل والنص ـ هما أساس ملة إبراهيم، فنراه يحاجّ قومه في طفولته:
"قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ" سورة الأنبياء ( الآية 62-65).

وبعد ذلك وحينما أصبح إبراهيم رجلا كبيرا نراه يحاجّ الحاكم، حين ذاك، والمسمى بالنمرود، بالعقل والمنطق ومن دون رفع سيف، أو تهديد بسفك دماء:
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" سورة البقرة (الآية 258).

وملة إبراهيم هي ملة الثورة على فكر "السلف"، ورفض الإنصياع الأعمى له، فلو اتبع إبراهيم "السلف" حينذاك، لأصبح عابدا للأوثان!

وحينما ذكرت هنا ملة إبراهيم ـ وما أداراكم ما ملة إبراهيم ـ فهي الملة التي أمر الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم محمدا أن يتبعها فقال له بالحرف الواحد وبدون مواربة:
" ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا" (سورة النحل الآية 123).

بل لقد تخطى الأمر ذلك فقال الرحمن عن ملة إبراهيم.

" وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَٰهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُۥ ۚ وَلَقَدِ ٱصْطَفَيْنَٰهُ فِى ٱلدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُۥ فِى ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ " (سورة البقرة الآية 130).
وقال أيضاً عن ملة إبراهيم
" قُلْ صَدَقَ ٱللَّهُ ۗ فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ " (سورة آل عمران الآية 95).

وبإتباع هذه الملة أصبح إبراهيم خليل الرحمن (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) وجعله الله سبحانه وتعالى إماما للناس كافة، وهي كلمة لم يقلها في سواه (إِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍۢ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ ۖ (سورة البقرة الآية124).

وملة إبراهيم عليه السلام هي الملة التي جعلها اللهُ ملة العقل وأيقونة الفكر، وملة لا يرغب عنها أو يرفضها إلا من سفه نفسه، كما قال القرآن في محكم آياته، " وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَٰهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُۥ ۚ وَلَقَدِ ٱصْطَفَيْنَٰهُ فِى ٱلدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُۥ فِى ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ " (سورة البقرة الآية 130).

تنبية الادارة (1)
بواسطة / عيوني طلبك
مشاهدات 8
في 2023-04-06 08:11:27


لا يوجد ردود على موضوع (ماهي ؟؟؟)

الصفحة الرئيسية

  حقوق التصميم والنشر 2024©